القائمة الرئيسية

الصفحات

المنهج الإسلامي فى التعامل مع طاعون عمواس

المنهج الإسلامي فى التعامل مع طاعون عمواس
المنهج الإسلامي فى التعامل مع طاعون عمواس



عام الرمادة و طاعون عمواس

تتشابه أحداث التاريخ وتتكرر وما أحوجنا فى هذه الأيام لقراءة أحداث تاريخنا الإسلامي لنستخلص منها العبر والمواعظ  ، فحديثنا اليوم إن شاء الله عن نكبتين عظيمتين تعرضت لهما الدولة الإسلامية فى عهد الفاروق عمر بن الخطاب رضى الله عنه وسميا بعام الرمادة وطاعون عمواس ، وفى حادثة الطاعون الذى سمى بطاعون عمواس التزم الصحابة بالمنهج الإسلامي فى التعامل معه والذى يتمثل فى محاصرة المرض من خلال الحجر الصحي على أهالي المناطق الموبؤة دخولاً وخروجاً منها و إليها، وعزل المصاب عن السليم المخالط بعدم الدخول عليه إلا لحاجة قصوى والتوكل على الله والتفاؤل دون ذعر وهلع، نسأل الله أن يحفظنا ويحفظ بلاد المسلمين من الأمراض والأوبئة والفتن.

عام الرمادة

كانت سنة 639م الموافقة لعام 18 هـ، سيئة على الدولة الإسلامية التي تعرضت لنكبتين: المجاعة في المدينة المنورة والطاعون في بلاد الشام، وقيل حدث ذلك آخر سنة 17 هـ الموافقة لذات العام الميلادي سالف الذكر، عمّ الجدب أرض الحجاز واسودت الأرض من قلّة المطر فمال لونها إلى الرمادي مدة تسعة أشهر فسميت "عام الرمادة"، والتجأ المسلمون إلى المدينة المنورة، فأخذ عمر بن الخطاب يُخفف عنهم، وكتب إلى أبي موسى الأشعري بالبصرة فبعث إليه قافلة عظيمة تحمل البر وسائر الأطعمة، ثم قدِم أبو عبيدة بن الجراح من الشام ومعه أربعة آلاف راحلة تحمل طعامًا فوزعها على الأحياء حول المدينة المنورة، فخفف ذلك من الضائقة بعد أن هلك كثير من المسلمين.

طاعون عمواس

طاعون عمواس أحد امتددات طاعون جستنيان وهو وباء وقع في بلاد الشام في أيام خلافة عمر بن الخطاب رضى الله عنه سنة 18 هـ 640 م بعد فتح بيت المقدس ومات فيه كثير من المسلمين ومن صحابة النبي عليه الصلاة والسلام وإنما سمي بطاعون عمواس نسبة إلى بلدة صغيرة في فلسطين بين الرملة وبيت المقدس وذلك لأن الطاعون نجم بها أولاً ثم انتشر في بلاد الشام فنُسب إليها.

المنهج النبوى فى التعامل مع الأوبئة

وكان عمر بن الخطاب يهم بدخول الشام وقتها، فنصحه عبد الرحمن بن عوف بالحديث النبوي: «إذا سمعتم بهذا الوباء ببلد، فلا تقدموا عليه، وإذا وقع وأنتم فيه فلا تخرجوا فرارًا منه»، فعاد عمر وصحبه إلى المدينة المنورة،  حاول عمر بن الخطاب إخراج أبا عبيدة بن الجراح من الشام حتى لا يُصاب بالطاعون فطلبه إليه، لكن أبا عُبيدة أدرك مراده واعتذر عن الحضور حتى يبقى مع جنده، فبكى عمر.

طاعون عمواس قتل من المسلمين خمسة وعشرين ألفًا

 ويبدو أن الطاعون انتشر بصورة مريعة، عقب المعارك التي حدثت في بلاد الشام، فرغم أن المسلمين كانوا يدفنون قتلاهم، فإن عشرات آلاف القتلى من البيزنطيين بقيت جثثهم في ميادين القتال من غير أن تُدفن، حيث لم تجد جيوشهم المنهزمة دائمًا الوقت الكافي لدفن القتلى، استمر هذا الطاعون شهرًا، مما أدى إلى وفاة خمسة وعشرين ألفًا من المسلمين وقيل ثلاثين ألفًا، بينهم جماعة من كبار الصحابة أبرزهم: أبو عبيدة بن الجراح وقد دُفن في "عمتا" وهي قرية بغور بيسان، ومعاذ بن جبل الأنصاري ومعه ابنه عبد الرحمن، ويزيد بن أبي سفيان، وشرحبيل بن حسنة، والفضل بن العباس بن عبد المطلب، وأبو جندل بن سهيل، وقيل أن الطاعون أصاب البصرة أيضًا فمات بشر كثير.

انحسار طاعون عمواس

وبعد انحسار طاعون عمواس، خرج عمر بن الخطاب من المدينة المنورة متجهًا نحو بلاد الشام عن طريق أيلة، فلمّا وصلها قسّم الأرزاق وسمّى الشواتي والصوائف وسدّ فروج الشام وثغورها، واستعمل عبد الله بن قيس على السواحل ومعاوية بن أبي سفيان على جند دمشق وخراجها، ثم قسم مواريث الذين ماتوا، بعد أن حار أمراء الجند فيما لديهم من المواريث بسبب كثرة الموتى، وطابت قلوب المسلمين بقدومه بعد أن كان العدو قد طمع فيهم أثناء الطاعون.

كيف تعامل جيل الصحابة مع طاعون عمواس وهو وباء أخطر من فيروس كورونا؟

أخذوا بالمنهج الإسلامي المتوازن بين محاصرة المرض من خلال الحجر الصحي على أهالي المناطق الموبؤة دخولاً وخروجاً منها و إليها، وعزل المصاب عن السليم المخالط بعدم الدخول عليه إلا لحاجة قصوى.
التوكل على الله والتفاؤل دون ذعر وهلع، فإن أصيب أحد بعد الأخذ بالأسباب فهو محتسب شهيد مرحوم بإذن الله ككبار الصحابة الذين ماتوا في الشام محتسبين ومنهم معاذ بن جبل، وأبو عبيدة، ويزيد بن أبي سفيان، وشرحبيل بن حسنة، وأبو جندل ، والفضل بن العباس بن عبد المطلب، رضي الله عنهم أجمعين.، فما أعظمه من دين !

نهاية طاعون عمواس على يد عمرو بن العاص رضي الله عنه

وكانت نهاية طاعون عمواس بعد تقدير الله على يد عمرو بن العاص رضي الله عنه،
فحينما مات أبو عبيدة وبعده معاذ رضي الله عنهما واسُتخلف عمرو بن العاص قام في الناس خطيباً فقال :
"أيها الناس، إن هذا الوجع إذا وقع فإنما يشتعل اشتعال النار، فتحصّنوا منه في الجبال"
أي أعزلوا أنفسكم وقللوا من الاحتكاك وهو ما تقوم به الأنظمة الصحية الحالية في الطلب من المصابين والمخالطين لهم بعزل أنفسهم في منازلهم أو فنادقهم أو سفنهم للحد من الإنتشار السريع للوباء.
وقد آثر أبو عبيدة البقاء في عمواس، ورفض دعوة عمر رضي الله عنه بمفارقة مكان الوباء، حتى أصابه الطاعون، فقام في الناس خطيبا فقال :
"أيها الناس، إن هذا الوجع رحمةٌ بكم، ودعوة نبيّكم، وموت الصالحين قبلكم، وإن أبا عبيدة يسأل الله أن يقسم لأبي عبيدة حظّه"، ثم مات رضي الله عنه.
طاعون عمواس أشد فتكاً بمراحل من معظم ما شهدناه من أوبئة مؤخرًا فقد مات فيه عشرات الألوف في ٣ أيام حتى أحتار المسلمون في تقسيم المواريث لكثرة من فقدوا، فعلينا بالسكينة والثقة بالله وإتباع التعليمات كما فعل أسلافنا وعدم إثارة الذعر ونشر الشائعات.
القاعدة الاسلامية في التعامل مع الطاعون
عن عائشة أنها سألت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن الطاعون، فقال عليه الصلاة والسلام : (إنه كان عذابا يبعثه الله على من يشاء ، فجعله الله رحمة للمؤمنين) رواه البخاري).
والذي يموت بسبب هذا المرض يعتبر من جملة الشهداء، فقد قال النبي –صلى الله عليه وسلم- في الحديث السابق: (ليس من عبدٍ يقع الطاعون فيمكث في بلده صابراً أنه لن يصيبه إلا ما كتب الله له ، إلا كان له مثل أجر الشهيد) رواه البخاري

قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (الطاعون شهادة لكل مسلم) أخرجه البخاري

وقد وقع الطاعون الذي أخبر به النبي –صلى الله عليه وسلم- زمن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه سنة ثمان عشرة للهجرة ، وهو أول طاعون وقع في الإسلام، في بلدةٍ يُقال لها: عمواس ومات بسببه جماعات من سادات الصحابة، منهم معاذ بن جبل، وأبو عبيدة، ويزيد بن أبي سفيان، وشرحبيل بن حسنة، وأبو جندل سهل بن عمر وأبوه، والفضل بن العباس بن عبد المطلب، رضي الله عنهم أجمعين.
أبو عبيدة من العشرة المبشرين بالجنة رضي الله عنه لم يفر من الطاعون لكن ثبت و صبر حتى نال الاجر و الشهادة
حديث سعد بن معاذ رضي الله عنه، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (.. فإذا كان بأرض وأنتم بها، فلا تخرجوا منها، وإذا سمعتم به في أرض، فلا تدخلوها) رواه أحمد
اللهم إن هذا الطاعون بلاء أنزلته بأهل الارض فارحمنا و ارحم كل نفس مؤمنة فنحن طائعون لقضائك مؤمنون بعدلك و حكمتك طامعون في عفوك و كرمك فلا تحملنا ما لا طاقة لنا به إنا تبنا إليك

موضوعات متعلقة:











حكم فريضة الحج وشروط وجوبها
هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

تعليقان (2)
إرسال تعليق

إرسال تعليق