القائمة الرئيسية

الصفحات

تحميل كتاب مدارج السالكين لابن القيم pdf

 

 

تحميل كتاب مدارج السالكين لابن القيم pdf



 مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين

الكتاب: مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين

  المؤلف: محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد شمس الدين ابن قيم الجوزية (المتوفى: 751هـ) المحقق: محمد المعتصم بالله البغدادي

حاول المؤلف في هذا الكتاب أن يغسل ما حوى كتاب ( منازل السائرين) للهروي من خرافات الصوفية المتعمقة في الطريقة المتمسكة برسومها و غاياتها و مبادئها ، وحاول جعله مناراً للرشد ودليلاً لصراط الله المستقيم بشرح متن منازل السائرين و تبسيطه وردّ أخطاءً و أوضح أوهاماً و شطحات وقع فيها الهروي فاستطرد في رده و توضيحه مع كثير من المخاطبات القلبية ذات القيم التربوية .
بدأ المؤلف الكلام على فاتحة الكتاب كلاماً بديعاً نفيساً وتكلم عن العبودية ، ثم الكتاب عبارة عن فصول عديدة و منازل للعبودية .

 

يعد كتاب "مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين" من بين أحسن الكتب المهتمة بتزكية النفس (التصوف السني: علق فيه على كتاب الهروي). 

تطرق ابن القيم في كتابه هذا لشرح وتفسير سورة الفاتحة، قبل أن يتحدث عن مراتب العبودية ثم منازل إياك نعبد وإياك نستعين. ومن بين هذه المنازل: منزلة التوكل/ الثقة بالله تعالى/ الصبر/ التواضع/ الإحسان/ السرور..

 

ابن القيم

أبو عبد الله محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد، شمس الدين، ابن قيم الجوزية

تاريخ الوفاة

751

مدارج السالكين لابن القيم المكتبة الشاملة

 ابن قَيِّم الجَوْزِيَّة (691 - 751 هـ = 1292 - 1350 م)

محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد الزُّرْعي الدمشقيّ، أبو عبد الله، شمس الدين:
من أركان الإصلاح الإسلامي، وأحد كبار العلماء.
مولده ووفاته في دمشق.
تتلمذ لشيخ الإسلام ابن تيمية. وهو الّذي هذب كتبه ونشر علمه، وسجن معه في قلعة دمشق، وأهين وعذب بسببه. وأُطلِق بعد موت ابن تيمية.
وكان حسن الخلق محبوبا عند الناس، أُغري بحب الكتب، فجمع منها عددا عظيما، وكتب بخطه الحسن شيئا كثيرا.
وألّف تصانيف كثيرة منها:
• «إعلام الموقعين» - ط
• و«الطرق الحكمية في السياسة الشرعية» - ط
• و«شفاء العليل في مسائل القضاء والقدر والحكمة والتعليل» - ط .
• و«كشف الغطاء عن حكم سماع الغناء» - خ، ذكر [المختار السوسي] في «خلال جزولة» 2/ 81: أنه كُتِب حوالي سنة 800هـ [وقد وقف عليه في الخزانة الأزاريفية بهذا الاسم، قال: «وهو بخط مشرقي، في جزء لطيف، والنسخة قديمة كما ترى، والكتاب غير موجود، وهذه النسخة لا نعلم لها إلى الآن ثانيةً، وهي مِن غُرر الكتب» اهـ منه. وقد جزم محقق ط مدار الوطن لكتاب ابن القيم «الكلام على مسألة السماع» عبدالمنعم السيوطي (ص31-33 مقدمته): أنهما كتاب واحد، واستبعد ذلك محمد عُزير شمس محقق طبعة عالم الفوائد لنفس الكتاب (ص19-21 مقدمته). وما نقلناه عن السوسي آنفًا من كون الأول جزءًا لطيفًا: يؤكِّد هذا الاستبعاد. لكنه من جهةٍ أخرى يُعزِّز ما استروح له بكر أبو زيد: أن لابن القيم كتابين في السماع -كبير وصغير- واستبعده عزير شمس كما في الموضع السابق].
• و«أحكام أهل الذمة» - ط جزآن، و«شرح الشروط العمرية» - ط مجرد منه.
• و«تحفة المودود بأحكام المولود» - ط
• و«مفتاح دار السعادة» - ط
• و«زاد المعاد» - ط
• و«الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة» - خ [ثم طُبع الموجود منه نحو الثلث بتحقيق علي الدخيل الله عام 1408هـ عن دار العاصمة في 4 مجلدات، ثم في عام 1410هـ بتحقيق أحمد الغامدي وعلي الفقيهي عن الجامعة الإسلامية في 3 مجلدات باسم «الصواعق المنزلة...»]، طُبع مختصره لمحمد الموصلي.
• و«الكافية الشافية» - ط منظومة في العقائد [المشهورة بـ«نونية ابن القيم»]، شرحها أحمد بن عيسى النجدي في كتاب «شرح نونية ابن القيم» - ط
• و«أخبار النساء» - ط بمصر سنة 1319 هـ وفي نسبته إليه شك، وقد جزم الشيخ منير الدمشقي في «نموذجه» ص78 بخطأِ تلك النسبة، ونَسَبه لابن الجوزي.
• و«مدارج السالكين» - ط ثلاثة مجلدات
• و«رسالة في اختيارات تقي الدين ابن تيمية» - خ [الثابت أن هذه الرسالة لولَد ابن القيم (برهان الدين إبراهيم)، وقد طُبِعَت عِدَّة طبعات: بعناية جميل الشطي، وبكر أبو زيد، وأحمد موافي، وسامي جاد الله، وجميعهم نسبها للبرهان نقلًا عن مخطوطات الكتاب]
• و«كتاب الفروسية» - ط
• و«تفسير المعوذتين» - ط
• و«طب القلوب» - خ، [ذكر الأستاذ المعلوف: أن في مكتبة برلين نسخة منه. هكذا نقله أحمد عُبيد في مقدمة تحقيقه لـ« روضة المحبين» المطبوع في مطبعة الترقي بدمشق عام 1349هـ، وهو أول من رأيتُه ذكر هذا الكتاب، وكأنّ الزركلي أخذ عنه هذه النسبة (فهو أحد مراجع هذه الترجمة كما بالحاشية)، وعنهما: بكر أبو زيد في كتابه عن «ابن القيم» ص270، وعنهم كثيرون، لكن ذكر عبدالله المديفر في الترجمة التي ألحقها بتحقيقه لـ«رسالة ابن القيم إلى أحد إخوانه» (ص76 ط الرياض): أنها أوراق قليلة، عبارة عن مقتطفات متفرقة من كتاب «زاد المعاد» وليست تأليفًا مستقلًا، وهي مصورة بمكتبة جامعة الإمام محمد بن سعود بالرياض. اهـ وأحسن، ولذلك فقد قام صالح الشامي بجمع متفرقاتِ كلام ابن القيم في كتبه عن «طب القلوب» وطبعها بهذا العنوان عن دار القلم بدمشق]
• و«الوابل الصيّب من الكلم الطيب» - ط
• و«الروح» - ط
• و«الفوائد» - ط، وفي «نموذج» الشيخ منير الدمشقي (ص79): أن أحد الناشرين [بعد طَبعِه بزمن كثير] طَبَع على غلاف «الفوائد» لابن القيم: «كنوز العرفان في أسرار وبلاغة القرآن»؛ [ليوهم الناس أن هذا كتاب جديد للمؤلف؛ فتُقبل الناسُ على شرائه، ولم يَدرِ ما ارتكب بسبب ذلك من التدليس والأمور الـمُخلَّة. اهـ من الـ«نموذج»، ولم يُحرِّر الزركليُّ النقلَ عنه؛ فإن كلام الشيخ منير عن «الفوائد المشوِّق إلى علوم القرآن والبيان»، وهو غير كتاب «الفوائد» المشهور لابن القيم. وبعد ذلك: فإن «الفوائد المشوِّق» هذا: لا تصح نسبتُه لابن القيم؛ فقد استنكره الشيخ أحمد شاكر في مقال بـ«مجلة المنار» 19/ 121، والشيخ بكر أبو زيد في كتابه عن «ابن القيم» (ص290-292)، وحقَّق ذلك د. زكريا سعيد علي في فاتحة تحقيقه لـ«مقدمة تفسير ابن النقيب» وأثبت أنه لابن النقيب وليس لابن القيم]
• و«روضة المحبين» - ط
• و«حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح» - ط، في ذكر الجنة
• و«إغاثة اللهفان» - ط
• و«اجتماع الجيوش الإسلامية على غزو المعطلة والجهمية» - ط
• و«الجواب الكافي» - ط، ويسمى «الداء والدواء»
• و«التبيان في أقسام القرآن» - ط
• و«طريق الهجرتين» - ط
• و«عدة الصابرين» - ط
• و«هداية الحيارى» - ط .
• ولمحمد أويس الندوي كتاب «التفسير القيم، للإمام ابن القيم» - ط، استخرجه من مؤلفاته(1).
__________
(1) الدرر الكامنة 3: 400 وجلاء العينين 20 وبغية الوعاة 25 ومعجم المطبوعات 222 والمنهج الأحمد - خ. وروضة المحبين: مقدمة الناشر، وفيها تحقيق نسبته (الزرعي) إلى (زرع) بحوران، وتسمى اليوم (أزرع) . والبداية والنهاية 14: 234 وآداب اللغة 3: 245 وBrock 2: 127 (105) S 2: 126. وانظر فهرسته. وشذرات الذهب 6: 168 والنجوم الزاهرة 10: 249. والتيمورية 3: 251 وفهرس المؤلفين 234 و235.

بتلخيص من «الأعلام» للزركلي، مع زيادات بين [معقوفين] من فريق الشاملة.


كتب المصنف بالموقع

  1. الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي = الداء والدواء

  2. الوابل الصيب من الكلم الطيب

  3. الأمثال في القرآن

  4. تحفة المودود بأحكام المولود

  5. الفروسية

  6. الروح

  7. رسالة ابن القيم إلى أحد إخوانه

  8. جلاء الأفهام

  9. الفوائد لابن القيم

  10. مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة

  11. صيغ الحمد

  12. الصواعق المرسلة في الرد على الجهمية والمعطلة

  13. إغاثة اللهفان في حكم طلاق الغضبان

  14. التبيان في أقسام القرآن

  15. الرسالة التبوكية = زاد المهاجر إلى ربه

  16. الصلاة وأحكام تاركها

  17. مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين

  18. المنار المنيف في الصحيح والضعيف = نقد المنقول والمحك المميز بين المردود والمقبول

  19. أسماء مؤلفات شيخ الإسلام ابن تيمية

  20. حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح

  21. روضة المحبين ونزهة المشتاقين

  22. عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين

  23. فائدة جليلة في قواعد الأسماء الحسنى

  24. نونية ابن القيم = الكافية الشافية

  25. الطرق الحكمية

  26. إعلام الموقعين عن رب العالمين

  27. إغاثة اللهفان من مصايد الشيطان

  28. بدائع الفوائد

  29. شفاء العليل في مسائل القضاء والقدر والحكمة والتعليل

  30. طريق الهجرتين وباب السعادتين

  31. الرسالة التبوكية = زاد المهاجر إلى ربه ط عالم الفوائد

  32. إعلام الموقعين عن رب العالمين ت مشهور

  33. الطرق الحكمية في السياسة الشرعية ط عالم الفوائد

  34. الفروسية المحمدية ط عالم الفوائد

  35. الكلام على مسألة السماع

  36. التبيان في أيمان القرآن ط عالم الفوائد

  37. إغاثة اللهفان في مصايد الشيطان ط عالم الفوائد

  38. اجتماع الجيوش الإسلامية ط عالم الفوائد

  39. إغاثة اللهفان في حكم طلاق الغضبان ط عالم الفوائد

  40. زاد المعاد في هدي خير العباد

  41. اجتماع الجيوش الإسلامية

  42. أحكام أهل الذمة

  43. هداية الحيارى في أجوبة اليهود والنصارى

  44. التفسير القيم = تفسير القرآن الكريم لابن القيم

  45. الطب النبوي لابن القيم

  46. صفات المنافقين

  47. الداء والدواء = الجواب الكافي ط عالم الفوائد

  48. بدائع الفوائد ط عالم الفوائد

  49. مفتاح دار السعادة لابن القيم ط عالم الفوائد


التحذير من كتاب مدارج السالكين

 التحذير من كتاب مدارج السالكين ؟ للشيخ مصطفى العدوي


هل كتاب (مدارج السالكين) لابن القيم فيه مؤاخذات- الشيخ الألباني -رحمه الله -:
السائل: شيخ فيما يخص كتاب لابن القيم (مدارج السالكين)، هل عليه بعض المؤاخذات، أم لا؟
ويقال أنكم سميتموه (مدارج الهالكين)
هل هذا صحيح؟
وهل هناك بعض المؤاخذات على هذا الكتاب؟
الشيخ الألباني -رحمه الله تعالى-: أما بعض المؤاخذات، فلا يخلو الأمر.
أما أني سميته بـ(مدارج الهالكيـن)، فهذا زور مبين.
سمعتني؟
السائل: نعم
الشيخ: غيره، هات ما عندك
السائل: يا شيخ، هل يمكنكم ذكر بعض المؤاخذات؟
الشيخ: لا، ما يحضرني، إلا أنه فيه المسحة الصوفية
السائل: شيخ، هل صحيح أن ابن القيم -رحمه الله-، أنه مر بمرحلتين:
مرحلة التصوف
ومرحلة السلفية؟
الشيخ رحمه الله: لا بد من هذا، هو كذلك
السائل: إذًا يا شيخ ألف كتابه (مدارج السالكين) أثناء المرحلة الأولى
الشيخ -رحمه الله: إي نعم، هو هكذا، ألف الكتاب قبل أن تتبين له الحقيقة، أو المنهج السلفي.
(سلسلة الهدى والنور شريط رقم 437)

 

" مدارج السالكين " لابن القيم : أصل الكتاب واسمه ومنهجه فيه والملاحظات عليه 

ما هو منهج الإمام ابن القيم في كتابه " مدارج السالكين " ؟ وهل هناك ملاحظات على هذا الكتاب ؟ وبم تنصحون قارئه ؟ . 
 أولاً:
أصل كتاب " مدارج السالكين " :
هذا الكتاب شرح وتعليق على كتاب الإمام أبي إسماعيل الهروي – توفي 481 هـ - المسمَّى " منازل السائرين " ، وهو كتاب في أحوال السلوك وطريق السير إلى الله ، ألفه بعد أن سأله جماعة من أهل " هراة " عن رغبتهم في الوقوف على منازل السائرين إلى الله ، فأجابهم في ذلك ، وجعله مائة مقام مقسومة على عشرة أقسام كل منها يحتوي على عشر مقامات .

ثانياً:
لمحات عن منهج المؤلف في الكتاب :
1. لم يلتزم في شرحه لكتاب الهروي ترتيب الكتاب ، بل يقدم بعض الجمل ، ويؤخر أخرى ، كشرحه لكلام الهروي في " القصد " الذي جعله الهروي في الباب الحادي والأربعين ، فجعلها ابن القيم بعد منزلة " البصيرة " أول المنازل التي شرحها ، وكتقديم ابن القيم منزلة " المحاسبة " على منزلة " التوبة " مخالفاً بذلك ترتيب الهروي .
2. لم يكن ابن القيم في كتابه مجرد شارح لكلام الهروي يتناوله بالتفسير ، بل كانت شخصيته واضحة أثناء شرحه ، وكأنه اتخذ من شرحه لكتاب الهروي مناسبة ملائمة لبيان آرائه هو ، كما فعل في مقدمة كتابه في الكلام على سورة الفاتحة وجعلها بداية منطلقه في الكلام على منازل السائرين إلى الله ، بل إن ابن القيم لم يصرح في كتابه " المدارج " أنه ألفه بقصد شرح كتاب الهروي .
3. لم يلتزم ابن القيم رحمه الله بشرح جميع جُمَل الكتاب ، وإنما كان يختار بعض الفِقر فيسوقها كاملة ، أو يختصرها ، ثم يقوم بشرحها ، بل أول ما عُني بشرحه من كتاب الهروي هو منزلة " البصيرة " ، تاركاً جملة من الكتاب لم يشرحها .
4. يتميز كتاب الهروي في بعض مواطنه بالعبارات الغامضة ، وكان ابن القيم مدركاً لذلك فتجده يقول مثلا " كلام فيه قلق وتعقيد ، وهو باللغز أشبه منه بالبيان " ، ومع ذلك فقد شرح كثيراً من عبارات الكتاب الغامضة .
5. أولى ابن القيم النصوص المجملة من كتاب الهروي عناية خاصة ؛ لما يعلم من تسلط بعض أهل الفلسفة والحلـول على هذه الجمَل وشرْحهم لها بما يوافق مذهبهم .
6. يمتاز أسلوب ابن القيم بالبسط والإطناب في شرحه لما يريد ، وهذه عادة عند المؤلف في كتبه غالباً .
7. لم يكن دفاع ابن القيم عن الهروي ضد خصومه يعني الموافقة المطلقة له على آرائه ، أو المتابعة الكاملة له ، فقد وجد في آرائه ما تجب مخالفته فيه ، ولكنه كان حريصاً على تقديره وتبجيله ، لما هو معروف عن الهروي من صلابته في السنة ، وشدته على البدع وأهلها . ولذلك عندما علق على خطأ في كلام الهروي فقال " شيخ الإسلام – أي : الهروي – حبيب إلينا ، والحق أحب إلينا منه ، وكل من عدا المعصوم صلى الله عليه وسلم فمأخوذ من قوله ومتروك .... " ، بل إنه في بعض الأحيان يرفض ما يذكره الهروي من أن هذه المنزلة من منازل السائرين إلى الله ، أو أن هذه المنزلة من منازل العامة ، كما فعل الهروي في منزلة " التوبة " ، و " الإنصاف " ، و " الرجاء " ، و " الشكر " .
8. أكثر ابن القيم في كتابه من ذكر شيخه ابن تيمية رحمه الله ، مما جعل الكتاب مصدراً مهماً لمعرفة كثير من آراء الشيخ واختياراته العلمية ، بل وسيرة حياته .
9. وقد امتاز الكتاب – وهذه من أهم مزاياه – بكلام هذا الإمام فيما يتعلق بتهذيب النفوس وأعمال القلوب ، وهو كلام من قد خالطت هذه المعاني الإيمانية سويداء قلبه ، فقام بترجمتها في هذا المؤلَّف ، وكان كلام ابن القيم في هذه الجوانب كلاماً عظيماً قلَّ من يأتي بمثله فضلاً عن أفضل منه ، خاصة وقد عرفنا أنه ألَّفه في أواخر حياته بعد أن رسخت قدمه في العلم .

ثالثاً :
ملاحظات على كتاب " مدارج السالكين " :
ممن كتب ملاحظات جيدة ومعتدلة على كتاب المدارج الدكتور عبد الحميد مدكور في مقدمة تحقيقه للجزء الثاني من الكتاب ونذكرها هنا – بتصرف - .
1. الوقوع في التكرار أحياناً ، ومن أمثلة ذلك حديثه عن الشوق وعلاقته باللقاء ، وهل يزول الشوق عنده أو لا ، وكذا المفاضلة بين التصوف والفقر ، وكان من أهم ما وقع التكرار فيه : ما تحدث به عن " الفناء " ، وقد تكرر في حديثه عند شرحه لنصوص الهروي لأقسام الفناء ودرجاته ، وكان من الممكن الاستغناء بإحدى المرتين عن الأخرى ، لا سيما وقد استمر الحديث صفحات عديدة في كل منهما .
2. وربما تحدث ابن القيم عن بعض المسائل بإيجاز أحياناً لكنه يعود فيفصلها على نحو أوفى ، ومن ذلك حديثه عن العلاقة بين العلم والمعرفة عند الصوفية ، أو حديثه عن الجمع ومراتبه ، وقد قال في المرة الثانية : " وقد تقدم ذكر الجمع ولم يحصل به الشفاء ونحن – الآن – ذاكرون حقيقته وأقسامه ، والصحيح منه والمعلول " .
3. وقد يضطرب تقسيمه للشيء ، فيجعله قسمين أحياناً ؛ ويجعله ثلاثة أقسام أحياناً أخرى مع أن مناط التقسيم أو أساسه واحد ، ومن ذلك أنه قسم الفراسة إلى قسمين : فراسة إيمانية ، وفراسة تتعلق بالجوع والسهر والخلوة والرياضات ، وقد عاد فقسمها هي نفسها إلى ثلاثة أقسام أضاف فيها إلى القسمين السابقين ما سماه الفراسة الْخِلْقية التي صنف فيها الأطباء وغيرهم ، وقد أورد الأقسام الثلاثة موجزة ثم شرحها .
4. وقد يقسم الشيء إلى أقسام يبدأ في الحديث عنها فيتحدث عن بعضها ، وينسى بعضها ، ومن ذلك أنه ذكر أن آراء الناس في إثبات المحبة ونفيها أربعة أقسام ، ولم يذكر من هذه الآراء إلا رأيين .
5. وقد يقوم ابن القيم ببعض الإحصاءات ثم يتبين عدم الدقة فيها ، ومن ذلك : أنه احتج على رفعة مقام التوكل بأن الله عز وجل قد أمر به رسوله صلى الله عليه وسلم في أربعة مواضع ، على حين أنها تسعة لا أربعة .
ومن ذلك : أنه قال – وهو في سياق بيانه لمعنى الفقر وحقيقته – عند الصوفية إن لفظ الفقر وقع في القرآن في ثلاثة مواضع ، وهذا غير صحيح ؛ لأن لفظ " الفقر " لم يرد في القرآن إلا مرة واحدة في الآية ( 268 ) من سورة البقرة ، ويلاحظ أنه أكد كلامه بذكر ثلاث من الآيات التي ورد فيها لفظ الفقراء لا الفقر ، فإن كان مقصده الحديث عن لفظ الفقراء : فقد ورد اللفظ في القرآن سبع مرات لا ثلاثاً كما قال .
وأخيراً :
ولئن وقع شيء من هذه الهنات في مثل هذا الكتاب الضخم الكبير : فإن ذلك لا يقلِّل من فضائله ، ولا يضعف من مزاياه ، ولقد سبق ابن القيم إلى الاعتذار عما يمكن أن يكون قد سبق به قلمه ، أو انتهى إليه فهمه ، فقال في أواخر كتابه : " وما وجدتَ فيه من خطأ : فإن قائله لم يأل جهد الإصابة ، ويأبى الله إلا أن ينفرد بالكمال ... " .
انتهى مختصراً من تقرير أعده موقع " ثمرات المطابع " ، ويمكن الاطلاع عليه كاملاً هنا :
http://ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=37993&d=1144058898
سادساً:
شهادات بعض العلماء في الكتاب :
ونزيد هنا فنذكر بعض أقوال أهل العلم في كتاب ابن القيم " مدارج السالكين " :
1. سئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله - :
هل لكم ملحوظات على كتاب " مدارج السالكين " لابن القيم ؟ .
فأجاب :
ابن القيم رحمه الله أكبر من أن يكون لي وأمثالي ملاحظات عليه ، وإن كان غير معصوم ، لكن الكتاب - كما تعرف - هو شرح لـ " منازل السائرين " ، وأصل الكتاب المشروح فيه بعض الملاحظات ، ففيه ما يومئ إلى شيء كبير في الدِّين ، وإن كان ابن القيم رحمه الله اعتذر عنه ، وبيَّن أنه بريء مما يتبادر من كلامه .
وما من إنسان إلا ويؤخذ من قوله ويُترك ، وأنا ما قرأت الكتاب من أوله إلى آخره ، لكن أقرأ بعض المواضع منه ؛ لأن بعض المواضع لا يمكن أن تجدها في كتاب ، وبعض الهفوات لا أحد يسلم منها .
انتهى من " لقاء الباب المفتوح " ( 132 / السؤال رقم 9 ) .
2. وقال الشيخ عبد الكريم الخضير – حفظه الله - :
" مدارج السالكين " كتاب مفيد في أدواء القلوب ، ولا يسلم من ملاحظات يسيرة ، لكنه كتاب نافع ، علَّق عليه الشيخ " حامد الفقي " ، وشدد في العبارة أحياناً على ابن القيم بكلام لا ينبغي أن يقال في جانبه .
المقصود : أن ابن القيم ليس بمعصوم ، وحاول – رحمه الله - أن يقرب الكتاب الأصل المشروح ويدنيه لطلاب العلم ويتكلم على ما فيه من ملاحظات ، ولم يسلم - رحمة الله عليه - .
والكتاب نفيس ، والأشياء التي تلاحظ على الكتاب مغمورة في بحار ما فيه من علم جم .
طبعه الشيخ محمد رشيد رضا بمطبعة المنار ، ثم طبعه الشيخ محمد حامد الفقي بمطبعة أنصار السنة المحمدية .
انتهى من موقع الشيخ .
http://www.khudheir.com/text/108 

 من موقع الاسلام سؤال وجواب للشيخ محمد صالح المنجد


مقتطفات من كتاب مدارج السالكين

 منزلة حسن الخلق:

ومدار حسن الخلق مع الحق، ومع الخلق: على حرفين. ذكرهما عبد القادر الكيلاني فقال: كن مع الحق بلا خلق. ومع الخلق بلا نفس.
فتأمل. ما أجل هاتين الكلمتين، مع اختصارهما، وما أجمعهما لقواعد السلوك ولكل خلق جميل؟ وفساد الخلق إنما ينشأ من توسط الخلق بينك وبين الله تعالى. وتوسط النفس بينك وبين خلقه. فمتى عزلت الخلق - حال كونك مع الله تعالى - وعزلت النفس - حال كونك مع الخلق - فقد فزت بكل ما أشار إليه القوم. وشمروا إليه. وحاموا حوله. والله المستعان.


منزلة الأدب:

والأدب ثلاثة أنواع: أدب مع الله سبحانه. وأدب مع رسوله صلى الله عليه وسلم وشرعه. وأدب مع خلقه.
فالأدب مع الله ثلاثة أنواع:
أحدها: صيانة معاملته أن يشوبها بنقيصة.
الثاني: صيانة قلبه أن يلتفت إلى غيره.
الثالث: صيانة إرادته أن تتعلق بما يمقتك عليه.
قال أبو علي الدقاق: العبد يصل بطاعة الله إلى الجنة، ويصل بأدبه في طاعته إلى الله.
وقال: رأيت من أراد أن يمد يده في الصلاة إلى أنفه فقبض على يده.
وقال ابن عطاء: الأدب الوقوف مع المستحسنات. فقيل له: وما معناه؟ فقال: أن تعامله سبحانه بالأدب سرا وعلنا.
وقال أبو علي: من صاحب الملوك بغير أدب أسلمه الجهل إلى القتل.
(...)
وتأمل أحوال الرسل صلوات الله وسلامه عليهم مع الله، وخطابهم وسؤالهم. كيف تجدها كلها مشحونة بالأدب قائمة به؟
قال المسيح عليه السلام {إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ} [المائدة: 116] ولم يقل: لم أقله. وفرق بين الجوابين في حقيقة الأدب. ثم أحال الأمر على علمه سبحانه بالحال وسره. فقال: {تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي} [المائدة: 116] ثم برأ نفسه عن علمه بغيب ربه وما يختص به سبحانه، فقال {وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ} [المائدة: 116] ثم أثنى على ربه. ووصفه بتفرده بعلم الغيوب كلها. فقال {إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ} [المائدة: 116] ثم نفى أن يكون قال لهم غير ما أمره ربه به - وهو محض التوحيد - فقال: {مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ} [المائدة: 117] ثم أخبر عن شهادته عليهم مدة مقامه فيهم. وأنه بعد وفاته لا اطلاع له عليهم، وأن الله عز وجل وحده هو المنفرد بعد الوفاة بالاطلاع عليهم. فقال: {وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ} [المائدة: 117] . ثم وصفه بأن شهادته سبحانه فوق كل شهادة وأعم. فقال: {وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ} [المائدة: 117] ثم قال: {إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ} [المائدة: 118] وهذا من أبلغ الأدب مع الله في مثل هذا المقام.

 

 

فهرس كتاب مدارج السالكين

 

مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين

 

هداية القرآن

 

اشتمال الفاتحة على أمهات المطالب

 

فصل الصراط المستقيم

 

فصل الصراط المستقيم هو صراط الله

 

فصل رفيق طالب الصراط المستقيم هم الذين أنعم الله عليهم

 

فصل علم الله عباده كيفية سؤاله الهداية إلى الصراط المستقيم

 

فصل اشتمال الفاتحة على أنواع التوحيد

 

فصل دلالة على توحيد الأسماء والصفات

 

فصل اسم الله يدل على الصفة بمفردها ويدل على الذات المجردة

 

فصل اسم الله يدل على الأسماء الحسنى

 

فصل ارتباط الخلق بأسماء الله

 

فصل ذكر أسماء الله بعد الحمد

 

فصل مراتب الهداية الخاصة والعامة

 

فصل في بيان اشتمال الفاتحة على الشفاءين شفاء القلوب وشفاء الأبدان

 

فصل في اشتمال الفاتحة على الرد على جميع المبطلين من أهل الملل

 

فصل في تضمنها الرد على الجهمية معطلة الصفات

 

فصل في تضمنها للرد على الجبرية

 

فصل في تضمنها الرد على القائلين بالموجب بالذات دون الاختيار والمشيئة

 

فصل في تضمنها للرد على منكري تعلق علمه تعالى بالجزئيات

 

فصل في بيان تضمنها للرد على منكري النبوات

 

فصل إذا ثبتت النبوات والرسالة ثبتت صفة التكلم والتكليم

 

فصل في بيان تضمنها للرد على من قال بقدم العالم

 

فصل في بيان تضمنها للرد على الرافضة

 

فصل سر الخلق والأمر والشرائع

 

فصل أقسام الناس في العبادة والاستعانة

 

فصل لا يكون العبد متحققا بإياك نعبد إلا بمتابعة الرسول والإخلاص وأقسام الناس في ذلك

 

فصل أهل مقام إياك نعبد لهم في أفضل العبادة وأنفعها وأحقها بالإيثار والتخصيص أربع طرق

 

فصل منفعة العبادة وحكمتها ومقصودها وانقسام الناس في ذلك لأربعة أصناف

 

فصل سر العبودية وغايتها وحكمتها

 

فصل بناء إياك نعبد على أربع قواعد

 

فصل الله تعالى جعل العبودية وصف أكمل خلقه

 

فصل في لزوم إياك نعبد لكل عبد إلى الموت

 

فصل في انقسام العبودية إلى عامة وخاصة

 

فصل في مراتب إياك نعبد علما وعملا

 

فصل مراتب العبودية وهي خمس عشرة مرتبة

 

فصل في منازل إياك نعبد

 

فصل دعوة جميع الرسل إلى إياك نعبد وإياك نستعين

 

موضوعات متعلقة

تحميل كتاب  ففروا إلى الله pdf  للشيخ  أبو ذر القلموني - ملخص كتاب ففروا إلى الله


هل اعجبك الموضوع :

تعليقات